موقع عبري: إسرائيل "تشتري الهدوء" مع غزة.. وهذا المقابل

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تتخوف سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تصعيد الفلسطينيين أنشطتهم مجددا على الحدود مع قطاع غزة تزامنا مع "الأعياد اليهودية" لإجبار تل أبيب على الانصياع لمطالب حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وبدأت الأعياد اليهودية في 6 سبتمبر/أيلول، وتستمر لأيام متفرقة حتى السابع والعشرين من الشهر ذاته.

وهدد رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار في أوقات سابقة، إسرائيل، بمواجهة عسكرية أخرى على غرار التي جرت في مايو/أيار 2021، إذا لم يجر رفع الحصار عن القطاع.

تهديد جديد

وأشار موقع "نيوز ون" العبري إلى أن السنوار أرسل في الثاني من سبتمبر/أيلول تهديدا لإسرائيل عبر صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله.

بعث السنوار التهديد باسم محمد الضيف قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، حيث قال: "قطاع غزة جاهز لمواجهة عسكرية أخرى وستكون في اللحظة الأخيرة إذا فشلت كل الجهود التي نبذلها الآن". 

ويرى الموقع العبري الأمني أن إعادة استخدام اسم محمد الضيف والتهديد بمواجهة جديدة يهدفان إلى التوضيح لإسرائيل أن حماس جادة بشأن تهديداتها.

ويقول: "يعرف محمد الضيف بأنه رجل خطير لا يخلف كلمته ولا يخشى مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل التي تمكنت خلال عملية حارس الأسوار (سيف القدس) من اغتيال بعض كبار مساعديه لكنها فشلت في محاولة إلحاق الأذى به وبيحيى السنوار"، وفق قوله.

وجاء تصريح السنوار بعد وقت قصير من انتهاء الاجتماع الثلاثي في القاهرة بين رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وبلور هؤلاء خلال الاجتماع موقفا موحدا من مسألة تجديد العملية السياسية (المفاوضات مع السلطة الفلسطينية) وكذلك من قضية إعادة إعمار قطاع غزة وتثبيت التهدئة.

وأوضحت الرئاسة المصرية بعدها أنه ستبدأ قريبا أعمال إعادة إعمار قطاع غزة بعد استكمال جمع مخلفات المباني التي دمرت بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير.

ولكن، تقول مصادر في حماس: إن قيادة الحركة مدفوعة في صنع القرار بمصالحها الخاصة وبدء أعمال إعادة الإعمار في قطاع غزة لن يمنعها من الشروع في جولة جديدة من القتال ضد إسرائيل، إذا لزم الأمر، بحسب وصف الموقع.

ولفت إلى أن تصريحات السنوار ورسائله لإسرائيل محسوبة بشكل جيد مقدما، حيث إن حماس لا تقبل إعادة الوضع في قطاع غزة إلى الحالة السابقة (أي استمرار الحصار)، بما في ذلك (التعنت في) مسألة إدخال الأموال القطرية.

ويتواصل النشاط الشعبي الفلسطيني على حدود قطاع غزة مع الأراضي المحتلة بشكل مكثف دون أن تظهر بوادر على أنه سيتوقف قريبا، حيث يطلق شبان بالونات حارقة على المستوطنات القريبة.

تجاهل مصر

وعلى الرغم من "سلسلة التنازلات" التي أعلنتها إسرائيل في قطاع غزة, بما في ذلك بداية إدخال مواد البناء (الإسمنت والحديد وغيرها) إلى القطاع الخاص، أطلقت حماس بالونات تحذيرية خالية من المواد الحارقة إلى مستوطنات غلاف غزة، يقول الموقع.

وأشار المحلل الأمني في الموقع "يوني بن مناحيم" إلى أن حركة حماس تنوي تصعيد الموقف على الحدود خلال الأعياد لإجبار إسرائيل على الانصياع لمطالبها.

ويقول: "تتجاهل حماس جهود المخابرات المصرية لتحقيق التهدئة، وتحافظ إسرائيل على ضبط النفس وتواصل الإيماءات والإغاثة لسكان غزة قبل الاجتماع المقبل في شرم الشيخ بين رئيس الوزراء نفتالي بينيت والسيسي".

وكشفت قناة "كان" العبرية الرسمية في الأول من سبتمبر/أيلول أن اللقاء المرتقب سيكون "قريبا وبشكل علني"، دون تحديد موعد.

ولفت "ابن مناحيم" أن السيسي يريد أن يظهر لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنه يبذل قصارى جهده لمنع التصعيد على حدود قطاع غزة، حيث يفرق الجيش الإسرائيلي المتظاهرين باستخدام طائرات الاستطلاع والغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.

وأوضح المتحدث باسم حماس "عبد اللطيف القانوع" في 3 سبتمبر/أيلول أن إستراتيجية الحركة هي "أن الشعب الفلسطيني مصمم على كسر الحصار عن القطاع بشتى الوسائل ولن نتلقى إغاثة تدريجية (من إسرائيل)".

ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أنه بعد المعركة الأخيرة، تستمد حماس التشجيع من نجاحاتها العسكرية، وتستغل حقيقة تغيير الحكومة في الولايات المتحدة وتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل يداها مقيدتان بسبب موقعها الائتلافي الهش.

كما أن حماس تتجه نحو سياسة حازمة تتمثل في توجيه إنذار لإسرائيل بآخر التطورات على حدود غزة، ومنها مقتل الجندي الإسرائيلي في حرس الحدود "بارئيل شمولي" وهو دليل على تآكل كبير في الردع الإسرائيلي.

ويقول: إنه "يجب ضرورة التعافي السريع وإصلاح الأخطاء وإغلاق الفجوات من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلي".

لغة القوة

وتقول مصادر في حماس: إن "إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، السنوار يعرف المجتمع والسياسة في إسرائيل جيدا، وبالتالي فهو يسير في هذا الاتجاه".

وكان وزير الجيش بيني غانتس أعلن أنه لن يكون هناك إعادة إعمار لقطاع غزة دون عودة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين الأربعة من أسر حماس، لكن وعوده تآكلت.

وخلص المحلل الأمني إلى القول: "بدأت إسرائيل تدريجيا في تصدير معظم بضائعها إلى قطاع غزة وقد وصل المبعوث القطري محمد العمادي إلى القطاع قبل توزيع المنحة القطرية".

لكن حدث خلاف بالفعل بعد اعتراض حماس على تدخل جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" في قائمة العائلات الفقيرة المتعففة التي تتلقى أموالا قطرية.

ويدعي المحلل "ابن مناحيم" أن جهاز الشاباك شطب عدة آلاف من الأسماء بسبب علاقتهم بحركة حماس.

وبعد ذلك تم زيادة مساحة الصيد إلى 15 ميلا، وارتفع عدد عمال غزة العاملين في الأراضي المحتلة إلى 7000 عامل، كما تمت زيادة حصة المياه التي يحصل عليها القطاع.

ويقول المحلل: "تحاول إسرائيل شراء الهدوء على حدود غزة من خلال التسهيلات، بينما تتواصل المحادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حماس".

لكن بحسب القيادي البارز في حماس "صالح العاروري" فإنهم لا يزالون في طريق مسدود.

فالأولوية الأمنية القصوى لإسرائيل الآن هي التركيز على التهديد الإيراني، بالتنسيق مع إدارة بايدن، من دون فتح جبهة على الحدود الجنوبية.

ويختم "ابن مناحيم": "يعرف يحيى السنوار ذلك ويستغل كل هذه الأمور لمصالحه الخاصة".