خلط أوراق.. إعلام عبري: هكذا تتحايل إيران على العقوبات الأميركية

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أبدى إعلام عبري مخاوفه من توقيع اتفاق جديد بين واشنطن وطهران بشأن "البرنامج النووي" قد يؤدي إلى تهديد مستقبل إسرائيل، ويعلن "فشل" العقوبات الأميركية ضد إيران.

وقال الإعلام العبري: "في الواقع إن نظام العقوبات الاقتصادية على إيران آخذ في التآكل, وإسرائيل متروكة وحدها في المعركة ضد البرنامج النووي الإيراني, حيث يعتبر الاتفاق من أهم القضايا المطروحة على جدول الأعمال الدولية".

سياسات فاشلة

ويرى معهد "القدس للإستراتيجية والأمن" أن "الإيرانيين، بصفتهم تجارا أذكياء، فهم يفرضون مطالب مفرطة على الأميركيين، مما يجعل إسرائيل في واقع من عدم اليقين بشأن المستقبل ومن الممكن عدم توقيع الاتفاقية".

وأضاف: "هنا يجب أن نسأل أنفسنا ماذا ستفعل الولايات المتحدة، وما هي السياسة التي ستتخذها مع إيران إذا لم يكن هناك اتفاق؟".

وقال المعهد العبري إن "السياسات الأميركية والإسرائيلية المتبعة خلال العقد الماضي لوقف البرنامج النووي الإيراني فشلت، وهو برنامج يقوم على حملة اقتصادية خانقة وضربات تتمثل مهمتها في تأخير الترويج للمشروع النووي قدر الإمكان".

وأشار إلى أن أفغانستان "هي في الواقع المحجر الذي يبشر بقدوم الخريف، فعندما يتعلق الأمر بالسياسة الأميركية لا مزيد من المغامرات العسكرية في تقديس إصلاح العالم ودمقرطة العالم".

واعتبر المعهد أن "الإيرانيين يتكيفون مع واقع اقتصادي أكثر صعوبة، ومستمرون بمفردهم رغم العقوبات الشديدة المفروضة عليهم، وكان التوقع بأن تؤدي العقوبات إلى احتجاجات حاشدة حتى سقوط النظام، ولكن هذا لا يصمد أمام اختبار الواقع الذي حدث، ومن الصعب التصديق أن تدهور الأوضاع الاقتصادية سينجح في انهيار نظام آيات الله في المستقبل".

ولفت إلى أن "هذا الموقف ينبع أولا وقبل كل شيء من قدرة النظام الإيراني على إظهار تكيف لا يصدق مع سياسة العقوبات التي فرضت عليه، لقد تعلم كيف يتعايش مع تلك العقوبات، وخاصة كيفية الالتفاف عليها، حيث طورت الطبقة الحاكمة والحرس الثوري لأنفسهم اقتصادا مغلقا يستمر في الصمود والازدهار في ظل نظام العقوبات".

وتابع المعهد: "في الحقيقة الولايات المتحدة تدير الحملة بمفردها تقريبا، إنها تواجه صعوبة بالغة في فرض العقوبات وضرب قلب النظام الاقتصادي للمرشد الأعلى والحرس الثوري، ونتيجة لذلك ينجح الإيرانيون في البقاء، ومن المفارقات أن واشنطن هي التي تدفع الثمن الباهظ لسياسة العقوبات الاقتصادية التي تنتهجها".

تحايل على العقوبات

ويرى الأخصائي في الحرب المالية، أودي ليفي، أن "سياسات العقوبات الأميركية ضد الصين وروسيا وعدد من البنوك حول العالم ولدت عملية تهدد بشكل كبير الهيمنة الأميركية على الاقتصاد العالمي، وتشكل في الواقع تهديدا إستراتيجيا للولايات المتحدة".

وأفاد بأن "الصين تقود حاليا تحركا إستراتيجيا مدعوما من روسيا والدول المتضررة من الولايات المتحدة (بما في ذلك الدول العربية) وبتشجيع من قبل مجموعة واسعة من البنوك حول العالم، والتي يتمثل هدفها الأساسي في تطوير نظام بديل لتحويل الأموال في جميع أنحاء العالم على أساس العملة الرقمية".

واعتبر أن "الهدف الرئيس هو تحييد قدرة الولايات المتحدة على السيطرة على الاقتصاد العالمي، ويسمح الصينيون اليوم بالفعل للإيرانيين بالتداول بعملتهم الرقمية الصينية بينما يتحايلون تماما على العقوبات الأميركية".

وأشار ليفي إلى أن الأميركيين "يدركون جيدا التوجه الصيني وظهور النظام الدولي أمامهم، والآن كل ما تبقى لديهم هو اتخاذ قرار إستراتيجي، سواء كان ذلك لمحاربته أو محاولة تقليل الضرر من خلال الاستعداد لمواجهة المعارضة التي نشأت من أجل محاولة الحفاظ على الوضع الراهن قدر الإمكان".

السيناريو الأسوأ

وخلص الخبير المالي إلى القول: "يبدو أن الاتفاق مع إيران بالنسبة للأميركيين جاء كضرورة وكان سيئا نوعا ما. فيجب أن يكون قادة إسرائيل مثقفين وأن يفهموا أن نظام العقوبات الاقتصادية آخذ في التآكل وأننا بقينا وحدنا في المعركة ضد البرنامج النووي الإيراني، بكل ما يعنيه هذا من معنى".

وعلى صلة، أشار موقع "مكور ريشون" العبري إلى أن "مؤسسة الدفاع الإسرائيلية تدرك أن السيناريو الأسوأ قد يتحقق وأن الولايات المتحدة ستوقع اتفاقية جديدة تسمح للإيرانيين بالتقدم في البرنامج النووي، بالإضافة إلى ذلك ستزيل الاتفاقية عنهم العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب".

وتابع: "في سيناريو آخر يؤخذ في الاعتبار، سيركض الإيرانيون نحو القنبلة النووية ومع ذلك، فإن السيناريو الأكثر واقعية، في الوقت الحالي، هو أن الوضع سيبقى كما هو والذي يطلق عليه خلط ورق اللعب في إسرائيل، وليس من الواضح ما إذا كان يخدم مصلحتنا، لأنه قد يتسبب في المستقبل القريب في كسر الإيرانيين للأدوات".

ولفت مراسل الشؤون العسكرية والأمنية في الموقع، نعوم أمير، إلى أن "مؤسسة الدفاع الإسرائيلية تعترف الآن بأنه لا يمكن الاعتماد على الهدية حتى ظهور نتائج الاتفاق، وبالتالي فهي تستعد للأسوأ، فنقطة اللاعودة الإيرانية في طريقها للقنبلة النووية".

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي: إن "تقدم البرنامج النووي الإيراني دفع جيشنا إلى تسريع خططه العملياتية، وهذا يعني أنه منذ اللحظة التي تم فيها تحويل ميزانية الدفاع إلى الحكومة، تم منح الجيش الموارد اللازمة لوضع كل ما هو مطلوب للوصول إلى عرقلة البرنامج النووي الإيراني، وإذا لزم الأمر أيضا لتنفيذ خطة هجوم".