جنين معتقل.. تضامن واسع مع أسيرة فلسطينية تعاني المخاض بسجون الاحتلال

12

طباعة

مشاركة

دشن ناشطون حملة تضامنية مع الأسيرة المعتقلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي أنهار الديك، الحامل في شهرها التاسع، ومع اقتراب موعد ولادتها، طالبوا بالإفراج الفوري عنها.

أنهار (25 عاما) اعتقلتها قوات الاحتلال من بلدة كفر نعمة غربي رام الله، في مارس/ آذار 2021، وأثارت رسالة بعثتها عن آلام الحمل والاعتقال تفاعل الناشطين العرب.

أنهار، وفي لقاء مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين قالت: إن "السجن غير مهيأ للولادة وتربية الطفل، وظروف المعتقل سيئة للغاية، وسوف يصاب الطفل بالصرع، نتيجة العد والتفتيشات، ودق الشبابيك".

وسم "#أنقذوا_أنهار_الديك"، تصدر موقع "تويتر"، فيما عبر ناشطون عن استنكارهم لغياب دور منظمات حقوق الإنسان والمرأة والطفل، وخذلان القضايا العربية، وغض النظر عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وإرهابه ضد الإنسان الفلسطيني عموما والمرأة خصوصا.

سخر ناشطون من تركيز بيانات تلك الهيئات على إدانة حركة "طالبان" في أفغانستان، والادعاء بأنها تمارس الحكم الوحشي المهين بحق المرأة.

كما ندد مشاركون عبر الوسم بما أسموه "خرس" الملوك والرؤساء العرب، وتجاهل الغرب معاناة المرأة العربية المسلمة في أرض فلسطين.

وأجمعوا على أن ما تعانيه الفلسطينية أنهار الديك، وصمة عار بجبين الأنظمة العربية المستبدة المهرولة خلف التطبيع، مستنكرين تقاعس السلطة الفلسطينية والهيئات المعنية بحماية حقوق الأسرى والدفاع عنهم في إنقاذ أنهار، وباقي الأسيرات.

وصب ناشطون لعناتهم على الاحتلال الإسرائيلي وداعميه والمطبعين معه وكل من خذل الشعب الفلسطيني، متداولين رسالة مكتوبة للأسيرة عبرت فيها عن معاناتها ومخاوفها وحجم الألم الذي تعانيه بسجون الاحتلال.

أنهار الديك، أضافت في رسالتها: "بدهم يحطوني في العزل أنا وابني ويا ويل قلبي عليه عشان الكورونا، مش عارفة كيف راح أقدر أدير بالي عليه وأحميه من أصواتهم المخيفة".

وطالبت "كل حر وشريف يغار على عرضه وشرفه بأن يتحرك ولو بكلمة، خطية هالولد في رقبة كل واحد مسؤول وقادر يساعد وما بساعد".

خذلان عالمي

وهاجم ناشطون منظمات حقوق الإنسان وناشطي حقوق المرأة، والمجتمع الدولي، واتهموهم جميعا بالنفاق.

عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور محمد الصغير، تهكم قائلا: "أنهار الديك أسيرة فلسطينية على وشك الولادة في السجن، وسلطات الاحتلال ترفض الإفراج عنها".

وأضاف: "ومنظمات المرأة وحقوق الإنسان غير مهتمة بها، والعالم يشغله فقط حق المرأة الأفغانية في الكشف عن وجهها، إنه النفاق المكشوف".

وحذرت الصحفية زينب عواضة، من أن أنهار الديك ربما تداهمها آلام المخاض في أية لحظة، لافتة إلى أنها تعاني من اكتئاب حمل (ثنائي القطب) بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين".

وأوضحت أنها "تحتاج لاهتمام ورعاية طبية خاصة لا تتوفر في سجون الاحتلال"، متسائلة: "أين المنظمات الإنسانية الدولية من هذه الولادة العسيرة والأسيرة؟".

مغرد آخر، أشار إلى أن معاناة أنهار، تأتي في ظل صمت مخيف من منظمات حقوق الإنسان، قائلا: "خصوصا من منظمات حقوق المرأة التي صدعتنا صراخا للثأر من جنس الرجال بأننا نضطهدهم".

وأكد أن "تلك الراعية المدعية باسم حقوق المرأة تمارس النفاق بشراهة".

صمت عربي

أدان ناشطون الصمت العربي على معاناة أنهار الديك، مستنكرين تطبيع بعض الأنظمة العربية لعلاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي رغم جرائمه المستمرة والمتتالية بحق الفلسطينيين بكل فئاتهم. 

مصطفى النازلي، نشر كلمات تشتكي فيها أنهار من آلام الولادة، قائلا: "أخبروا حكام العرب والمسلمين إن بقي لديهم شيء من العروبة أو النخوة أو الإسلام حتى".

استنكر مغرد آخر، غياب حكام العرب، وخدام الحرمين، والمطبعين، مشيرا بشكل خاص إلى ولي عهد الإمارات الأمير محمد بن زايد، وملك المغرب محمد السادس.

وكتب مجدي مؤمن: "حسبنا الله ونعم الوكيل في حكام العرب العاجزين عن نصرة أبنائهم، ويهرولون في التطبيع مع العدو الصهيوني".

تضامن واسع

أبدى ناشطون تعاطفهم مع أنهار الديك، داعين لإنقاذها من خلف القضبان، وإنقاذ مستقبل ابنها.

وتساءلت إحدى المغردات: "أي ولادة هذه والأيدي والأرجل مكبلة، ولا عائلة، ولا سند، إلا ظلمات الزنزانة، وصوت السجان المقرف".

المحامية آسية الأحمر، أكدت أن ولد أنهار سيكون أصغر أسير وليد حديث الأيام، قائلة: "سيولد حرا خلف القضبان".

وأضافت: "لئن كنت مع حقوق المرأة عامة -الحقوق الواعية التي تنمو بإعطائها للمرأة أمة بأكملها- فأنا مع حقوق الأسيرات الفلسطينيات خاصة، ومن مثلهن في غياهب الظلم والظلام".

ودعت آمنة عقل، لإنقاذ الأسيرة أنهار الديك، قائلة: "المجد لكم يا أسيرات فلسطين".

تقاعس السلطة

هاجم ناشطون السلطة الفلسطينية لتجاهلها معاناة الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ولفت أحمد القواسمي، إلى أنه حتى حق الولادة مسلوب، في حين أن السلطة لا تعطي أهمية لأي أسير.

وأشار إلى أن التفاعل يولد ضغطا، وهذا الضغط يدفع الاحتلال لإعطائها أقل القليل من العدالة والعناية لولادتها.

نشرت إيمي صبرا رسالة أنهار، معقبة بالقول: "هذا حال الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية.

وهذا ما كتبته الأسيرة أنهار الديك، ووصفت معاناة حملها داخل سجون من لا يرحم ولا يميز بين أسير أو أسيرة.

وتساءلت: "أين السلطة؟ وأين الجهات المختصة عن الأسرى؟".