تقرير صادم.. صحيفة بريطانية: أزمة نقص المياه في سوريا والعراق تزداد سوءا

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة إكسبريس البريطانية، في تقرير صادم، أن أكثر من 12 مليون شخص في سوريا والعراق يواجهون أزمة مياه حادة.

وأجبر الجفاف الأهالي على الفرار من منازلهم، وغرقت العائلات في الديون، بينما تتجه الأزمة إلى التفاقم، وفقا للخبراء.  

وحذرت مجموعات الإغاثة العاملة في دول الشرق الأوسط من أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة هذه الأزمة المتفاقمة.

جفاف مخيف

إذ أدى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات هطول الأمطار والجفاف إلى حرمان الكثيرين في جميع أنحاء المنطقة من مياه الشرب والمياه الصالحة للزراعة.

وكشف تقرير نشرته 13 منظمة ومنظمات إغاثة على موقع ReliefWeb أن سوريا تواجه حاليا أسوأ موجة جفاف منذ 70 عاما. 

كما تسبب ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء البلاد بحدوث مشكلات في الكهرباء مع نفاد المياه من السدود، مما يؤثر بدوره على تشغيل البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المرافق الصحية.

ويواجه سدان في شمال سوريا، يزودان ثلاثة ملايين شخص بالكهرباء، إغلاقا وشيكا. وزاد الطقس الحار الناجم عن تغير المناخ من المخاطر المرتبطة بالجفاف في المنطقة.

وكشف تقرير نشرته الأمم المتحدة في يونيو/حزيران 2021 أن المستويات المنخفضة غير المعتادة لهطول الأمطار عبر حوض شرق البحر الأبيض المتوسط ​​منذ خريف 2020 ساهمت في انتشار واتساع رقعة الجفاف في سوريا. 

كما شهدت العديد من المجتمعات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك منازل في الحسكة وحلب والرقة ودير الزور، ارتفاعا في تفشي الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الإسهال.

وقال المدير الإقليمي لمجلس اللاجئين النرويجي كارستن هانسن: "الانهيار الكامل لإنتاج المياه والغذاء لملايين السوريين والعراقيين بات وشيكا". 

وأضاف "مع استمرار نزوح مئات الآلاف من العراقيين وفرار الكثيرين للنجاة بحياتهم في سوريا، ستصبح أزمة المياه التي تتكشف قريبا كارثة غير مسبوقة تدفع المزيد من الأشخاص إلى النزوح".

وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة كير في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "نيرفانا شوقي": إن خطورة الوضع تفاقمت بسبب جائحة كورونا. 

وأوضحت: “الوضع يتطلب من السلطات في المنطقة والحكومات المانحة التحرك بسرعة لإنقاذ الأرواح في هذه الأزمة المتفاقمة التي تغذيها أزمة كورونا والتدهور الاقتصادي الحاد".

الحاجة للاستثمار

وبينت أنه "على المدى الطويل هناك حاجة إلى الاستثمار في حلول مستدامة لأزمة المياه".

وأضاف المدير الإقليمي للشرق الأوسط في المجلس الدنماركي للاجئين، جيري غارفي أن الأزمة "ستزداد سوءا". 

وأوضح أنه: "من المرجح أن يؤدي ذلك إلى زيادة الصراع في منطقة مزعزعة بالفعل. ليس هناك مجال لتضييع الوقت، يجب أن نجد حلولا مستدامة تضمن الماء والغذاء اليوم وللأجيال القادمة كذلك".

وبالإضافة إلى تغير المناخ والوباء، فإن الانخفاض التدريجي في تدفق المياه إلى نهر الفرات كان له تأثير كبير في تفاقم الأزمة. 

ويمر النهر عبر كل من سوريا والعراق وتركيا وانخفض معدل تدفق المياه فيه من 500 متر مكعب في الثانية في يناير/كانون الثاني 2020 إلى 214 مترا مكعبا في الثانية في يونيو/حزيران من نفس العام، وفقا للأمم المتحدة.

ويعتمد أكثر من 500 ألف شخص في سوريا وما لا يقل عن سبعة ملايين في العراق على هذا النهر. 

وقد جرى استنفاد مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ومصائد الأسماك وإنتاج الطاقة ومصادر مياه الشرب في جميع أنحاء العراق.

وفي محافظة نينوى، من المتوقع أن ينخفض ​​إنتاج القمح بنسبة 70 بالمئة بسبب الجفاف، بينما من المتوقع أن ينخفض الإنتاج في إقليم كردستان العراق بمقدار النصف. 

وفيما يضطر البعض في محافظة الأنبار إلى إنفاق ما يصل إلى 80 دولارا شهريا على المياه، كشف أحد زعماء القبائل في السباط عن نزوح العشرات من القرويين إلى مناطق أخرى بسبب الجفاف.

وقال القائد عبد الله: "شهدنا هذا العام موجة جفاف شديدة، ونتيجة لذلك لم تنتج أراضينا أي محاصيل وليس لدينا أي مصادر للمياه الصالحة للشرب سواء لنا أو لحيواناتنا". 

وأضاف: "من المثير للغضب الاعتقاد بأن الظروف الحالية ستجبرنا على مغادرة المناطق الريفية وأن أراضينا ستترك كأنقاض".

وأنفق العديد من المزارعين مدخراتهم ولجؤوا إلى الديون لإبقاء حيواناتهم على قيد الحياة. 

وبين حميد علي من بلدة باج في نينوى بالعراق أنه: "بسبب الجفاف لم أتمكن من حصاد أي ذرة قمح، الآن أنا مثقل بالديون".