أكاديمي أفغاني لـ"الاستقلال": طالبان تغيرت وهذه أبرز التحديات أمام حكومتها

كابول- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

اعتبر حمزة مؤمن حكيمي، أستاذ القانون والعلوم السياسية بجامعة سلام الأفغانية، أن طالبان اليوم حركة مقاومة تحررية تفكر بعقلية رجل الدولة وليست بالعقلية المنغلقة التي ظهرت عليها في تسعينيات القرن الماضي.

وشدد حكيمي في حوار مع "الاستقلال" على أن خطاب حركة طالبان المعلن مرن ومتوازن ويؤكد أنهم لن ينفردوا بالحكم أو يكرروا أخطاء الماضي.

خلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على معظم أنحاء أفغانستان، وفي 15 أغسطس/آب 2021، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني البلاد ووصل الإمارات.

وجاءت السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، طوال 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.

وتزامنت سيطرة طالبان مع تنفيذ اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أميركي من أفغانستان، من المقرر أن يكتمل بحلول 31 أغسطس/آب 2021.

سيطرة طالبان

  • كيف وصلت طالبان إلى طاولة المفاوضات مع المحتل الأميركي في الدوحة قبل أكثر من عام؟

طالبان ظهرت كحركة تحريرية مسلحة من الاحتلال الأميركي، واحتضنها الشعب، فأذاقت المحتل الويلات، ما دفعه لاتخاذ قرار الفرار بعدما عجز عن كسر مقاومة الحركة رغم استنفار كافة قواه العسكرية والاستخباراتية وآلته الحربية.

ولجأ المحتل للتفاوض مع حركة طالبان منذ عام 2011، للخروج مقابل إبقاء قواعد عسكرية دائمة، وقوبل بالرفض، وتكرر الرفض في 2014، وتم فتح مكتب سياسي للحركة في الدوحة للإبقاء على خط التواصل مع الحركة مفتوحا.

وفي 2018 اعتمدت واشنطن الصين أكبر تهديد لمستقبلها ولأمنها القومي، فقررت الخروج من أفغانستان التي كبدت اقتصادها خسائر باهظة.

وكان شرطها الوحيد هو عدم تحول أفغانستان إلى بؤرة للإرهاب العالمي، مقابل السماح بإقامة "دولة إسلامية" بحسب اتفاقية الدوحة بين طالبان والإدارة الأميركية.

  • كيف ترى هروب الرئيس أشرف غني من البلاد رغم إصراره على رفض التفاوض أو تقاسم السلطة مع طالبان؟

هروب الرئيس الأفغاني بطريقة غير مسؤولة لا يمكن وصفه إلا بالخيانة للشعب والخذلان لمن انتخبه رئيسا للدولة؛ وذلك رغم تطمينات طالبان له، ولكنه لم يعبأ بالتسبب في انهيار الدولة بالكامل، وانهيار الجيش والأمن، ما سهل دخول مقاتلي الحركة إلى العاصمة.

وهكذا انتقم الرئيس الهارب من حركة طالبان بتسليمها دولة منهارة، ومن الشعب الأفغاني بتركه ليلقى مصيره، وبذلك تواجه الحركة معضلة تسيير دولة منهارة، وبناء إدارات حكومية ومؤسسات جديدة.

وكان الرئيس الهارب يريد إطالة مدة حكمه، بالتعنت في تطبيق بنود اتفاقية الدوحة.

 وبعد رفض واشنطن دعمه جويا قررت طالبان الحسم عسكريا ونجحت في التفاوض سلميا على فتح الولايات بالتنسيق مع قادة ميدانيين بالجيش والأمن عبر وساطة زعماء القبائل، وهكذا سيطرت على كافة الولايات بدون حرب.

  • العفو العام عن جميع العاملين في حكومة أشرف غني مدنيين وعسكريين.. هل يكفي لطمأنة الشعب الأفغاني؟

هذه الرسائل لم تكن متوقعة ولا بهذا المستوى لطمأنة كافة أطياف الشعب الأفغاني، من عمل في الحكومة أو مع الأميركان عسكريين ومدنيين، وحتى من قاتلوهم؛ بل العفو شمل كبار القادة العسكريين مثل الأمير إسماعيل خان الذي قتل المئات من طالبان في مدينة هيرات خلال المواجهات الأخيرة.

 ولكن بعد القبض عليه أخلو سبيله بكل احترام وأعلنوا العفو عن كل من يستسلم بدون قتال حتى دخلوا كابول دون قتال.

ومع ذلك هناك مخاوف لدى بعض كبار موظفي حكومة غني لأن عددا كبيرا منهم أيديهم ملطخة بالفساد وبالدماء؛ فلذلك يريدون الخروج بأي طريقة.

  • ما هو تفسيركم لترحيب شريحة واسعة من الشعب الأفغاني بقدوم مقاتلي حركة طالبان؟

مبعث هذا الترحيب هو سعادة الشعب الأفغاني الذي احتضن جهاد طالبان بطرده المحتل، كما أنه ينتظر تحقيق الأمن في البلاد، ونظافة اليد من الفساد المالي والأخلاقي، إضافة إلى التقدم والبناء والازدهار من حكومة الحركة. 

إدارة الدولة

  • كيف ستدير حركة طالبان الوضع السياسي الداخلي في أفغانستان من وجهة نظركم وفقا لخطابها المعلن؟ 

الخطاب المعلن للحركة مرن ومتوازن ويؤكد أنهم لن ينفردوا بالحكم؛ حيث بدؤوا مشاورات لتشكيل حكومة تتسع للجميع من مختلف القوى السياسية والأعراق في أفغانستان، دون إقصاء أحد.

وتسعى الحركة إلى حسم ولاية بانجشير بالتفاوض وإن رفضوا فقد تتوجه نحو الحرب، ولن يعوقوا مساعي تشكيل الحكومة المرتقبة.

كما تفاوض الحركة قادة حزب جمعية إسلامي هي جبهة حلف الشمال في باكستان للتوافق على شكل الحكومة المستقبلية، علاوة على دعوة القادة الذين خرجوا من البلاد للعودة لإشراكهم في الحكومة، ولن يكرروا أخطاء الماضي.  

  •  طالبان نجحت كحركة مقاتلة في الصمود أمام المحتل الأميركي وإسقاط حكومة غني، فكيف تنجح في إدارة شؤون البلاد؟ 

الوضع الحالي أكبر اختبار حقيقي للحركة؛ لأنها لم تجرب تولي شؤون الحكم وإدارة البلاد كاملة.

 لذا فيتوجب على طالبان تشكيل حكومة تشاركية على أساس بيروقراطي غير أيديولوجي كمعيار للعمل في الحكومة وفقا للتخصص والكفاءة.

كما يجب اختيار الكوادر العاملة بالحكومة على أساس التخصص وليس التدين الشكلي، لتقديم الخدمات المطلوبة للبلاد وإخراج أفغانستان من كبوتها الاقتصادية.

فلا بد أن تعتمد على الكفاءات والمتخصصين، حيث إن الوضع الاقتصادي كارثي، خصوصا بعد تجميد واشنطن الأصول المالية لأفغانستان بالبنوك الغربية، وانهيار النظام البنكي، وتوقف كافة الإدارات الحكومية المالية داخل البلاد.

  •   ما هي طبيعة سياسة حركة طالبان الخارجية؟ وما تقييمكم لخطابها المطمئن للمجتمع الدولي؟

الاعتراف الدولي بحكومة ترأسها طالبان هو التحدي الأكبر لها، حيث تريد القوى الدولية تطمينات باحترام حقوق الإنسان، والحريات، وحقوق المرأة، وعدم استخدام أراضي أفغانستان ضد مصالح هذه الدول، وعدم استقبال أي حركة مقاتلة.

 وإلى الآن خطاب طالبان يتعهد بكل ما سبق؛ بل وسيكون للمرأة الأفغانية دور في مستقبل أفغانستان.

وسيكون مراعاة حسن الجوار على رأس أولويات حكومة طالبان مع إيران وروسيا والصين وتركيا وباكستان ودول آسيا الوسطى لبناء سياسة تعاون وانفتاح مع دول المنطقة.

كما ستكون أفغانستان مسرحا للتنافس التجاري والاقتصادي بين هذه الدول الإقليمية لمصلحة الشعب الأفغاني للنهوض اقتصاديا ومواجهة تجارة المخدرات.

ومن مصلحة دول الاتحاد الأوروبي استقرار أفغانستان منعا لموجات نزوح جديدة تستهدفها، فهذه الورقة ستجعلهم يتعاملون مع حكومة طالبان.

 أضف الى ما سبق أن دول الجوار بها حركات مسلحة ربما تستهدف الوجود في أفغانستان ما يجبر حكومات تلك الدول على إقامة علاقات جيدة مع حكومة طالبان لمنع تهديدهم من الأراضي الأفغانية.

إستراتيجيات وتدابير

  •  ما هي إستراتيجية الحركة في التعاطي مع الوضع الاقتصادي الراهن في البلاد؟

لم توضح طالبان إستراتيجيتها الاقتصادية بعد، كما أن قادتها لم يتحدثوا عنه، ولكن الحركة ستضطر لتلقي المساعدات الخارجية في بداية الأمر من أجل حلحلة الوضع الاقتصادي؛ لأن أفغانستان تعتمد في 57 بالمئة من ميزانيتها على الخارج كان ينفق 75 بالمئة منها على الحرب.

ويتعين على حكومة طالبان أن تقيم علاقات اقتصادية جيدة مع جيرانها مثل الصين وتركيا وباكستان للاستثمار في البنية التحتية، واستخراج الثروات المعدنية، وإقامة المصانع للنهوض بالبلاد، وتفعيل نظام الضرائب كمصدر للدخل بعد توقفه نتيجة سقوط حكومة أشرف غني.

  • معضلة التجارة الدولية للمخدرات والتي تتخذ من أفغانستان محطة هامة.. كيف ستتعامل الحركة معها؟

من المعلوم أن كبار رجال دولة أشرف غني، وكبار جنرالات الجيش الأميركي والناتو كانوا هم بارونات صناعة وتجارة المخدرات في أفغانستان.

بينما ينتهي دور الأفغان البسطاء عند زراعة المخدرات، وسبق أن نجحت حركة طالبان في القضاء على هذه الصناعة في التسعينيات بشهادة تقارير الأمم المتحدة، ومن السهل اليوم السيطرة عليها.

كما تعهد المتحدث باسم طالبان "ذبيح الله مجاهد" في مؤتمر صحفي، للمجتمع الدولي بالقضاء على تجارة المخدرات.

وطالب الأوروبيين كأكبر متضرر من هذه التجارة بتعويض الشعب الأفغاني إما بفتح خطوط التجارة، أو فتح أسواقهم أمام المنتجات الزراعية الأفغانية، وغيرها من المساعدات التي تعين الأفغان أن يستمروا بحياتهم العادية حيث كانوا يعتمدون على زراعة المخدرات.

  • ماذا عن تنظيم القاعدة في أفغانستان بعد عودة طالبان لإدارة زمام الأمور؟

المتحدث باسم الحركة قال: إنها لن تسمح بوجود تنظيم القاعدة في أفغانستان اليوم، معتبرة ذلك خطا أحمر، وكذلك طالبان باكستان، وحركات الإيغور المسلحة من تركستان الشرقية، وغيرهم لن يتمكنوا من النشاط داخل البلد.

كما أن غالبية قادة القاعدة وعناصرها انتشروا في دول عربية منذ 2011 ولم يعد لهم تمركز في أفغانستان. 

  • طالبان اليوم في 2021.. ما هو الفرق بينها وبين الحركة الشابة في عام 1996؟

خرجت حركة طالبان إلى الوجود عام 1996 كرد فعل على الأوضاع الصعبة التي كان يعيشها الشعب الأفغاني من حروب أهلية، ولم تكن لديها تجربة في الحكم، ولم يعترف المجتمع الدولي بهم، كما لم تعترف الحركة به أيضا؛ وكانوا يفكرون كحركة مسلحة ليس لديها سياسات خارجية ولا اقتصادية ولا أنظمة لإدارة دولاب الدولة.

أما الآن، فحركة طالبان تمتلك خبرة 20 عاما من النضال السياسي بالتفاوض، والعسكري ضد المحتل بالميدان، والعالم كله رأى كيف مارسوا التفاوض بدبلوماسية عالية واحترافية وتحركوا بفعالية، ولعبوا على توازن القوى العظمى بين "واشنطن" و"بكين" من جهة، وبينها وبين "موسكو" من جانب آخر.

كما طمأنوا دول الجوار كإيران وباكستان خلال السنوات الأخيرة رغم خلافهما الشديد بشأن أفغانستان، ولن يستضيفوا الجماعات المسلحة التي تنشط داخل هذه الدول.

فالحركة تعلمت ولن تقصي أحدا، ويريدون حكومة توافقية ويطمئنون الجميع في الداخل والخارج سواء الدول القريبة أو البعيدة مثل الهند وتركيا ودول أوروبية وحتى أميركا.

ويمكن القول: إن طالبان اليوم تفكر بعقلية رجل الدولة، وكحركة تستطيع أن تدير دولة، لكن في 1996 كانوا يفكرون بعقلية حركة مسلحة منغلقة متشددة دينيا.

المواقف الدولية

  • ما رؤيتكم للموقف الغربي الأوروبي والأميركي من حكم طالبان المرتقب لأفغانستان؟

الحكومات الأوروبية والأميركية في حالة قلق من حكم طالبان، ويعربون للرأي العام الغربي عن قلقهم على حقوق المرأة والحريات والأقليات، عندما يتم محاسبتهم على حصيلة العشرين عاما من الحرب في أفغانستان، وإنفاق تريليونات الدولارات، ومقتل الآلاف من جنودهم.

 وعلى الجانب الآخر تبث طالبان خطابات طمأنة للأميركان والأوروبيين بمراعاة كافة الحقوق والحريات للمرأة والأقليات وإشراك الجميع في الحكم، وكذلك طمأنة الصين وروسيا ودول الجوار برسائل إيجابية، وهو ما أشاد به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

والحركة هذه المرة راغبة بقوة في العيش وسط المجتمع الدولي بعلاقات متوازنة وإيجابية سلمية مع الجميع من أجل الاعتراف الدولي بحكومتهم، بعيدا عن العزلة الدولية التي عاشتها من قبل.

  • كيف ترى موقف المعسكر الروسي الصيني من حكومة طالبان؟

الصين والروس هما القوتان الأقرب إلى طالبان في المجتمع الدولي حاليا، وهما ضد المعسكر الأميركي وهناك تنافس بين المعسكرين في أفغانستان؛ فكلهم متحالفون ضد مصالح واشنطن في المنطقة.

وبحكم موقع أفغانستان الإستراتيجي فهذه الدول تحتاج إلى طالبان، وهذا الواقع فرض نفسه بقوة، وتصريحات الصين والروس يؤكد ذلك، والأمر يتعلق بكيفية استفادة الحركة من هذه الأوراق في بناء دولة مستقرة.

  •  هل فشلت أميركا بالفعل بعد 20 عاما من الاحتلال لأفغانستان كما حدث لها في فيتنام؟

بالتأكيد واشنطن فشلت في أفغانستان عسكريا حيث عجزت هي و150 ألف جندي من حلف الناتو عن إنهاء أو هزيمة حركة طالبان المسلحة.

كما ظهر لنا أن فشلها الأكبر في بناء مجتمع أفغاني متطور أو غرس قيم العلمانية بين أفراده لجعلها دولة تابعة لها إلى الأبد رغم إنفاق مئات المليارات على الإعلام والمعاهد ومراكز التعليم، وعلى النخبة المثقفة والعلمية.

فالشعب الأفغاني لا يزال متمسكا بقيمه ومبادئه ولم يستسلم للأمركة، وتيقن الاحتلال الأميركي من استحالة تغيير هذا الشعب، وفشلو في هذا الأمر فشلا ذريعا وسلموا أفغانستان لطالبان مرة أخرى.

فبعد 20 عاما من احتلالها تغير 4 رؤساء في أميركا وضاعت مليارات الدولارات وقتل آلاف الجنود الأميركيين ومئات الآلاف من الشعب الأفغاني، ودمرت قرى كاملة لكي تتسلم طالبان البلاد مجددا.

مستقبل الحركة

  • هل نصبت الولايات المتحدة فخا للحركة لإفشالها في ميدان الحكم والسياسة كما حدث في بلدان الربيع العربي؟

ربما في حال تسليم الدولة كاملة الأركان إلى طالبان بإيعاز من الاحتلال الأميركي يمكن التخوف من وجود هكذا فخ لإفشال تجربة الحركة في الحكم.

ولكن ما حصل بعد هروب الرئيس "أشرف غني" وانهيار الجيش والشرطة وسائر أنظمة الدولة أن الحركة تسلمت دولة شبه منهارة، وهو ما سيكلفهم باهظا في المستقبل على حساب نجاحهم في بناء دولة جديدة.

لذلك يرى مهتمون بالشأن الأفغاني داخل واشنطن بالفعل أن هناك نية مبيتة لإفشال طالبان بعد أن تهيأت الأجواء لتسلمها الحكم والدولة بشكل سلمي؛ فقلبها الأميركان إلى فوضى خصوصا في العاصمة كابول، في الوقت الذي تريد واشنطن بفارغ الصبر الخروج من أفغانستان وعدم الالتفات خلفها.

أما قضية النجاح والفشل فهو أمر نسبي إذا أردنا أن نقارن حكومة طالبان المرتقبة مع ما كانت عليه البلاد في عهد الرئيس الهارب أو حكومة الاحتلال فإن طالبان ستكون أنجح حيث أقروا الأمن في العاصمة خلال أيامهم الأولى.

كما أن الحكومة الماضية كانت غارقة في الفساد وتعيش على المساعدات الأجنبية، لكن ما تحتاجه الحركة هو الوقت، فإذا تم تسوية المشكلة السياسية بالتوافق وإشراك الجميع فسيكون من السهل بناء دولة أنجح من السابقة.

  • هل تعتقد أن الغرب والولايات المتحدة حريصان على القضاء على فكرة تصدر أي حركة ذات توجه إسلامي للحكم في العالم الإسلامي؟

الغرب والولايات المتحدة لا تتعامل مع الأيديولوجيات بقدر تركيزها على مصالحها في المقام الأول فالسعودية كنموذج دولة دينية تحكم باسم الدين وتطبق الشريعة على الأقل صوريا ولكنها حليفة لأميركا، وكذلك الرئيس التركي طيب أردوغان ذو توجه إسلامي وما زال حليفا لأميركا وعضوا بالناتو أيضا.

ولكن إذا كانت هناك حركة إسلامية تتصدر الحكم في أي بلد إسلامي وتأخذ خطوات تهدد مصالح أميركا والغرب فلن تتركها على رأس السلطة.

 وهو ما حدث مع حكم الإخوان المسلمين في مصر المجاورة للكيان الصهيوني الذي يعد حليفا إستراتيجيا وحارسا للمصالح العليا لواشنطن بالمنطقة؛ الأمر الذي أدى لتحالف الغرب وأميركا وحلفائهم الإقليميين ضدهم.

وطالبان إذا نجحت في طمأنة القوى الإقليمية والعالمية بعدم التعرض لمصالحهم فسيبقون في الحكم، والعكس بالعكس.