"الصين المفترس العظيم".. كتاب فرنسي يتهم بكين بجرائم مرعبة

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

لم تعد الصين كما كانت في عهد الشيوعية الأول كتابا مغلقا بالنسبة للغرب وللعالم، لكنها أصبحت اليوم كتابا مفتوحا، وما كان يمكن حجبه من جرائم حقوقية بحق شعبها وأقلية الإيغور والتبتيين أصبح معلوما للجميع.

صحيفة "لاكروا" الفرنسية عرضت قراءة عبر صفحاتها في الكتاب المثير للصحفي بيير أنطوان دونيت، الذي حمل عنوان "الصين المفترس العظيم"، والذي أجرى فيه تحقيقا شاملا ودقيقا عن النظام الصيني الذي يحكم بكين.

كتب دونيت في مقدمة كتابه: "اعتقدت أنه في النهاية لم يكن لدي خيار سوى إضافة صوتي إلى الأصوات العديدة التي تشهد على الصين التي أصبحت مرعبة من نواح كثيرة". 

وقالت الصحيفة: "رغم حبه وشغفه بالصين، الذي عبر عنه خلال ثلاثة عقود، لم يكتب مراسل بكين السابق لوكالة "فرانس برس" كتابه هذا عن مآثر الصين الخالدة، وحضارتها الفريدة وثقافتها الممتدة لآلاف السنين".

وأضافت: "وإن كان ليفضل ذلك بالتأكيد؛ لكن بالنسبة له الوضع الحالي في هذا البلد عبارة عن دمعة متوهجة".

"يضع دونيت تقييما مرعبا للنظام الصيني، ومع ذلك، فإن هذا الصحفي المحترف لا يقوم في هذا الكتاب، بتسوية أي حساب مع الصين".

ووفق "لاكروا"، فإن الصحفي "يصر على أنه لا يتحدث سوى عن الحقائق ولا شيء غير الحقائق".

وأكدت أنه "على مدى مئات الصفحات من تحقيق معمق ومفصل للغاية، تغذيه عشرات الشهادات من أعظم المتخصصين والصحفيين والأكاديميين والدبلوماسيين؛ يضع دونيت تقييما صارما للنظام الصيني".

"يمثل النظام الصيني الحالي تحديا للعالم وتهديدا للقيم الأساسية التي تقوم عليها ديمقراطياتنا"، وفق قول الصحيفة الفرنسية.

دقيق صارم

ووفق الكتاب: "الصين تنتهك حقوق الإنسان، وتضطهد سكانها الذين تسيطر عليهم بالتكنولوجيا المتطورة، وترسل أكثر من مليون من الإيغور إلى المعسكرات، على غرار سحقها إقليم هونغ كونغ".

وتابع: "ناهيك عن السكان التبتيين الذين كانوا في طليعة إستراتيجية الصين القائمة على سياسة الأرض المحروقة في المنطقة".

وبعيدا عن حدودها، أضاف: "تقلب الصين موازين كوكب الأرض بقوة، بتلويث الغلاف الجوي والأرض والأنهار، في الداخل وفي القارات الأخرى، من أجل مصلحتها الخاصة".

وأكد أن "الصين، وهي القوة العالمية الثانية، سرقت وبشكل منهجي لعقود من الزمن التقنيات المتقدمة للقوى الغربية، المنقسمة بين دول ساذجة وأخرى متواطئة مع ما حصل".

وقال الكتاب: "حتى لا ننسى السبب وراء وقوع الكوكب بأسره ضحية لوباء بسبب فيروس (كورونا)، من الواضح أن النظام السياسي الصيني هو المسؤول عن ذلك".

وجزم بأنه "نظام قائم على الرقابة والكذب والتلاعب".

خدعت العالم

في تعليقها على ما جاء بالكتاب، قالت "لاكروا": "تستولي عليك الفوضى صفحة بعد صفحة من هذا الكتاب، إذ كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟".

وتابعت تساؤلاتها: "كيف تمكنت الصين من تنفيذ أكبر عملية سرقة في التاريخ المعاصر أمام أعيننا مباشرة، دون أن ينتبه أحد أو لنقل قلة قليلة من العالم إلى هذا الخطر؟"، في إشارة إلى التكنولوجيا الغربية.

وأضافت الصحيفة: "يقدم لنا هذا الكتاب الأساسي إجابات ثاقبة ويجعلنا ندرك أيضا أنه لم نفقد شيئا".

وأشارت إلى أنه "على الرغم من الأسلوب الدرامي بالكتاب، ما زال بيير أنطوان دونيت يعتقد أنه لم يضع شيء بعد".

"بينما خدعت الصين الجميع وخانت التزاماتها الأساسية تجاه الكوكب، فإن المؤلف مقتنع بأنه سيتعين عليها يوما ما أن تخضع للمساءلة"، بحسب الصحيفة.

وكتب في خاتمة رائعة للكتاب يقول فيها: "في النهاية، سينتصر الحق على الأكاذيب، وسينتصر النور على الظلام".

وختم تقرير "لاكروا" بالقول: إنه "كتاب خط عن قناعة متجذرة، وجوهرية".