الجزائر تقطع علاقاتها مع المغرب.. "لاكروا" تستعرض أسباب اشتعال الأزمة

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أعلنت الجزائر في 24 أغسطس/آب 2021، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جارها المغرب؛ نتيجة لما قالت إنها "سلسلة مواقف وتوجهات عدائية".

وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، خلال مؤتمر صحفي، إن "بلاده قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، بداية من اليوم (الثلاثاء)؛ بسبب سلسلة مواقف وتوجهات عدائية" ضدها من جانب المسؤولين المغاربة.

وأضاف لعمامرة، أن "بلاده انتظرت منذ 16 يوليو/ تموز 2021، توضيحا رسميا من القيادة المغربية بشأن تصريحات مندوبها لدى الأمم المتحدة، التي "تعدى فيها على سيادة الجزائر"، بحديثه عن دعم استقلال منطقة القبائل، حسب قوله.

واتهم الوزير الجزائري المغرب بأنه أصبح "قاعدة خلفية لدعم سلسلة الاعتداءات الخطيرة ضد الجزائر، وآخرها اتهامات باطلة ضد الجزائر من وزير خارجية إسرائيل، بحضور نظيره المغربي وبتحريض منه".

كما أشار لعمامرة إلى "تعاون موثق للمملكة (المغربية) مع منظمتين تصنفهما الجزائر كمنظمتين إرهابيتين وهما: ماك (الحركة من أجل استقلال القبائل) ورشاد (توجه إسلامي)، واللتان ثبت حسبه تورطهما في حرائق الجزائر الأخيرة (في الغابات)".

صحيفة "لاكروا" الفرنسية، استعرضت الخلافات الشائكة بين الجارتين العربيتين، ملمحة إلى أن التوتر بلغ ذروته صيف 2021، ومشيرة لدور إسرائيل في التأزم الجديد.

وفي تقريرها لفتت اليومية الفرنسية إلى أن الجزائر، نددت في 18 أغسطس/آب 2021، بما وصفته بـ"الأعمال العدائية المتواصلة التي يرتكبها المغرب ضد الجزائر".

الصحيفة قالت إن "العلاقات تدهورت بين الشقيقين المغاربيين العدوين بعد التقارب الأخير بين المغرب وإسرائيل"، مشيرة لاتفاق التطبيع بين تل أبيب والرباط 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020.

المجلس الأعلى للأمن الجزائري، أعلن في بيان صحفي أن "الأعمال العدائية المتواصلة التي يرتكبها المغرب ضد الجزائر، اقتضت إعادة النظر في العلاقات بين البلدين، وتكثيف الضوابط الأمنية على الحدود الغربية".

"وعلى غرار الحدود البرية المغلقة منذ 1994، والحرب الدبلوماسية بقضية الصحراء الغربية، أضيفت أيضا قضية انفصال (القبائل)، إلى جانب التقارب المذهل للمغرب مع إسرائيل"، وفق رصد الصحيفة.

حرائق الجزائر

من جانبه، اتهم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون المغرب بدعم "الحركة القبائلية" الانفصالية الداعية لتقرير مصير منطقة القبائل، والتي تصنفها الجزائر منذ مايو/ أيار 2021، أنها "إرهابية".

إلى جانب ذلك، عزت السلطات الجزائرية الحرائق التي أصابت منطقة القبائل، وأماكن كثيرة إلى "حركة تقرير المصير" بمنطقة القبائل، وتنظيم "رشاد" الموالي للحراك الذي يصنف أيضا "إرهابيا".

وفي تفسيرها لمصطلح "الأعمال العدائية" والذي أطلقته الجزائر، قالت "لاكروا": إنها " تقف خلف الحرائق التي خلفت 92 قتيلا، وآلاف النازحين بين 9 و16 أغسطس/آب 2021، حتى لو كان الدليل المادي لهذه الاتهامات غائبا بالطبع".

أضافت الصحيفة أن "الرباط، في سعيها لرد فعل مضاد لدعم الجزائر للبوليساريو، تجاوزت (الخط الأحمر) منتصف يوليو/ تموز 2021 بتوزيع ممثلها الدبلوماسي في نيويورك، تقريرا يتحدث عن حق تقرير المصير لشعب القبائل".

 

اليومية الفرنسية أشارت إلى أن "الإدانة الشديدة لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لتقرير الدبلوماسي المغربي، صاحبها تهديد ضمني بخطر أن تجد المغربية نفسها في مواجهة مطالبة انفصالية في منطقة الريف المغربي".

"تلك المنطقة من شمال المغرب الناطقة باللغة البربرية تعيش صراعا متواصلا مع الحكومة المركزية في المغرب"، وفق قول "لاكروا".

يقول دبلوماسي جزائري سابق في هذا السياق إن "هناك اتفاق ردع غير مكتوب وحد النظامين الجزائري والمغربي على عدم استخدام القبائل والريف كامتداد لصراعهما على الصحراء الغربية".

يضيف الدبلوماسي الجزائري: "لكن؛ يجب أن نعتبر الآن أن هذا الاتفاق انتهى".

ويوضح أن "الدعم المالي المغربي لقيادة (حركة تقرير مصير القبائل) في الخارج يثير قليلا من الشك، لدى منشقين عن الحركة".

"ولا نعرف حتى الآن أي شيء عن الإجراءات في الجزائر العاصمة لدعم حراك الريف المغربي"، يؤكد الدبلوماسي الجزائري.

ويتوقع أنه "يمكن أن يتغير ذلك بعد التصريحات الواردة في البيان الصحفي من المجلس الأعلى للأمن الجزائري".

تسخين إسرائيلي

الصحيفة الفرنسية ترى أن "إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، خلال زيارته الرباط 12 أغسطس/آب 2021، عن مخاوف بلاده تجاه الجزائر بسبب قربها من إيران، أدى إلى توتير الأوضاع بين البلدين".

وعن تصريح لابيد يقول الدبلوماسي الجزائري المتقاعد: "ليس من المستبعد، في الجزائر، اعتبار كلامه بمثابة إعلان للحرب".

وعلقت الصحيفة بالقول: "تقارب المغرب من إسرائيل والذي رجحته قضية برامج التجسس الإسرائيلية (بيغاسوس)، هو الذي غذى دعاية الحكومة في الجزائر أثناء الحرائق".

"تلك الدعاية على وجه الخصوص كانت الطائرات بدون طيار التي قدمتها إسرائيل إلى المغرب والتي كان من شأنها أن تغذي انتشار الحرائق في منطقة القبائل"، وفق "لاكروا".

وأضافت: أن "الجزائريين، لم يستسيغوا الخطابات العدوانية للنظامين، ولا تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل، مقابل اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية".

ولفتت الصحيفة إلى أن "مراجعة العلاقات المشار إليها في بيان مجلس الأمن الأعلى الجزائري يشمل إعادة إصدار تأشيرات التداول بين البلدين، وتقليص التعاون الاقتصادي في وقت يحتاج فيه السوقان إلى مزيد من المنافذ".

وترى أن "هذه المراجعة للعلاقات ربما تتجسد على أرض الواقع، بإعادة تسليح الجزائر للبوليساريو التي أعلنت أنها لم تعد معنية بوقف إطلاق النار، وأنها كانت في حرب ضد المغرب في الصحراء الغربية، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2020".