موقع روسي: إسرائيل راضية عن نظام الأسد وتدخلها ضد إيران فقط

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "غازيتا. رو" الروسية، مقالا للكاتب، سامر مصطفى، سلط فيه الضوء على "الهجوم القوي" للطائرات الاسرائيلية على الأراضي السورية، الذي جرى بواسطة ثلاثة صواريخ موجهة للمنشآت العسكرية في منطقة قرص النفل في الجولان المحتل.

وتناول مصطفى في مقاله أيضا، موضوع الصراع الإسرائيلي- السوري بسبب تدخل إيران في مناطق جنوب سوريا منذ اندلاع الثورة الشعبية عام 2011.

ضربة صاروخية

ونقل الكاتب في مطلع مقاله ما أوردته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن مصادر عسكرية سورية، قولها: إن "الجيش الإسرائيلي أطلق الصواريخ على منشأة عسكرية في منطقة قرص النفل بمحافظة القنيطرة السورية".

وشدد المصدر الذي صرح للوكالة الروسية على أنه جرى تنفيذ ضربة صاروخية على مقر اللواء الـ 90 من قوات النظام السوري، وهي تقع في الجزء الشرقي من محافظة القنيطرة.

ووفقا لما نشرته الصحيفة الروسية فإن "إسرائيل اعتدت بثلاثة صواريخ مهاجمة منشأة عسكرية في منطقة قرص النفل (غرب مستوطنة خضر في محافظة القنيطرة)".

وأكد الكاتب أنه "لم يكن هناك جرحى أو قتلى بين العسكريين"، مؤكدا أنه في وقت سابق، استخدم جيش النظام السوري أنظمة الدفاع الجوية الروسية المصممة خصيصا لصد الهجمات الصاروخية التي شنتها الطائرات الإسرائيلية المقاتلة في 19 يوليو/تموز 2021.

وأضاف أن الأدميرال فاديم كوليت نائب رئيس المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتعادية في سوريا، أكد أن أربع طائرات مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف-16" دخلت المجال الجوي السوري عبر منطقة التنف التي تسيطر عليها القوات الجوية الأميركية، وأطلقت ثمانية صواريخ موجهة على أهداف محددة جنوب شرق مدينة حلب.

تشهد سوريا حاليا صراعات عديدة وفي مناطق متفرقة، ففي منطقة خفض التصعيد بمدينة إدلب، سجل 24 هجوما من مواقع جماعة "جبهة النصرة" (بما في ذلك 20 هجوما بحسب الجانب السوري).

وذكر الأدميرال في لقاء صحفي أنه جرى تسجيل 13 هجوما في محافظة إدلب، وثمانية في محافظة اللاذقية، وثلاثة في محافظة حماة.  

في وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء الروسية بأن "الجماعات المسلحة أصبح لها نشاط واضح في الأراضي السورية التي يسيطر عليها التحالف الغربي".

لكن الكاتب سامر مصطفى أشار إلى أنه "لم يعلن عن الهجوم بعد في وسائل الإعلام الرسمية السورية، والسلطات الإسرائيلية لا تعلق على هذه المعلومات أيضا. ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى الآن".

بداية الصراع

تقارير عدة تتحدث عن الصراع السوري الإسرائيلي، والغارات التي تشنها إسرائيل على سوريا جنوب مدينة دمشق بين فترة وأخرى.

فمنذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، تغير الحال في سوريا وأصبحت مسرحا للاشتباكات الإقليمية والدولية.

وأصبح نظام الدولة تحت رئاسة بشار الأسد ضعيفا، وساء حال البلاد بعد تدميرها، فيما هي كانت أحد القوى الإقليمية والدولية، وهذا الواقع فرض تحديات جديدة على "تل أبيب".

ووفقا لموقع "تلفزيون سوريا" المعارض في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، فإن إسرائيل استبعدت في البداية خيار التدخل في الأزمة السورية، رغم أنها كانت أمام فرصة للمشاركة السياسية في التخلص من نظام تعتبره تل أبيب أحد أركان "محور الشر".

وكان قرار عدم التدخل واضحا وصريحا منذ البداية، ويشير بصورة ما إلى رضا تل أبيب عن الواقع السائد قبل 2011، الذي اتسم بالاستقرار وهدوء الجبهات لمدة أربعة عقود.

ورغم عدم مشاركة إسرائيل في المسار السياسي الدولي لحل الأزمة السورية، فقد استضافت مؤتمرا وحيدا فقط لمناقشة الوضع في سوريا.

"مؤتمر القدس" الذي جمع مستشاري الأمن القومي لكل من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل، وخرج المؤتمر بعنوان عريض "قبول الأسد مقابل خروج إيران من سوريا".

وبحسب تقرير الموقع، فإن إسرائيل هددت نظام الرئيس السوري بشار الأسد للشرط نفسه، وفي مايو/أيار 2018 هددته بشكل شخصي على لسان وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، حيث قال:  "إذا سمح الأسد لإيران بالرد انطلاقا من سوريا فستكون نهايته".

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل لم تناقش مصير الأسد أو تطالب برحيله كما فعل معظم حلفائها من الدول الغربية، بسبب قتله لشعبه، وعندما ناقشت مصيره وهددته كان ذلك من باب التفاوض حيث يصب ذلك في حربها ضد إيران ولمنع طهران من إنشاء "حزب الله سوري".

وطبقا لما نشره الموقع السوري المعارض، فإن تدخل إسرائيل في الشؤون السورية يرجع فقط إلى حربها مع إيران ولذلك تبقى احتمالات تدخل إسرائيل بالشأن السوري مفتوحة على مصراعيها مع استمرارية الأزمة السورية المعقدة، سواء نحو التصعيد أو الفتور.

ويرجع ذلك إلى أن الهدف الإسرائيلي لم يتحقق بعد في إزالة القدم الإيرانية ومنعها من الاقتراب إلى حدودها رغم كثافة الضربات.

يأتي هذا بشكل خاص بعد خيبة أمل تل أبيب من روسيا في عدم المشاركة الفعالة في طرد إيران من الجنوب السوري.