ناشطة يهودية أميركية: خضوع الكونغرس لإسرائيل يصعّب إنهاء العدوان على غزة (خاص)

عمرو حبيب | a month ago

12

طباعة

مشاركة

رأت الناشطة الأميركية اليهودية ميديا بنجامين أن الضغط على إدارة بلادها لمنعها من دعم إسرائيل بالمال والسلاح يجب أن يستمر، بهدف دفعها لوقف العدوان على قطاع غزة.

وفي حوار مع “الاستقلال” أوضحت بنجامين أن هذا الاستمرار هو الضامن الوحيد حتى تؤتي جهود الناشطين ثمارها ضد الولايات المتحدة والدولة الصهيونية. 

كما أكدت أن قتل إسرائيل للناشطة التركية الأميركية نور آزغي في 6 سبتمبر/أيلول بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، هو رسالة واضحة لكل من يدعم أو يناصر القضية الفلسطينية بأن مصيره القتل.

وألمحت إلى أن الإعلام المناصر للحركة الصهيونية يسعى إلى تشويه الحراك الطلابي في أميركا وأوروبا ضد إسرائيل بالسبل كافة عبر الافتراءات ونشر الانقسام بين الطلاب. 

والناشطة الأميركية سوزان بنجامين وُلدت في نيويورك في 10 سبتمبر 1952 لأسرة يهودية، وغيرت اسمها إلى ميديا، (تأثرا بأسطورة إغريقية شهيرة)، وذلك في أثناء عامها الجامعي الأول.

وعام 1988 أسست ميديا وزوجها مؤسسة غلوبال إكستشانج التي تطالب ببدائل تجارية عادلة في زمن العولمة. 

وانتشر أثرها بقوة في عام 2022 عندما أسست مجموعة كود بينك الداعمة للسلام، كما أنها اشتهرت بعد العدوان بملاحقة المشرعين الأميركيين الداعمين لإسرائيل لإحراجهم.

ومع الوقت أصبحت بنجامين تشكل شوكة شديدة الأثر في حلق الإدارات الأميركية المتعاقبة فيما يخص الحروب المدعومة أميركيا بخاصة في الشرق الأوسط.

وأخيرا، خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، وقفت بنجامين حاملة لافتة وردية كُتب عليها: "تحيا غزة"، متهمة الإدارة الأميركية بدعم "الإبادة الجماعية" في غزة

وتساءلت: “كيف يمكنك التحدث عن القيادة الأميركية ونحن ندعم الإبادة الجماعية في غزة؟”

وصرخت في وجه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: "أوقفوا دعم الإبادة الجماعية"، ليتم إخراجها عنوةً من المكان.

ضد الحروب

  • كيف بدأت مسيرتك في مسار النشاط ضد الحروب؟ وما أفضل طريقة لمواجهة سياسات الإدارة الأميركية؟

بدأت نشاطي منذ أكثر من خمسين عاما عندما كنت في المدرسة الثانوية وكانت الولايات المتحدة منخرطة في حرب مروعة في فيتنام. 

في ذلك الوقت، واليوم أرى أن أفضل طريقة لمواجهة السياسات الأميركية هي بناء حركة واسعة النطاق تُظهر أن الرأي العام يعارض بشدة دعم حروب الولايات المتحدة وبخاصة الحرب الحالية على غزة. 

قد يبدأ الأمر صغيرا لكن يجب تنميته مع الوقت وتوسيع تلك الحركة كما يحدث الآن.

  • كيف ترين تعامل أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي مع الناشطين المعترضين على حرب غزة الأخيرة؟ 

نحن نعبر عن معارضتنا للسياسة الأميركية كل يوم بطرق مختلفة، والجمهوريون يميلون إلى الرد علينا بوصفنا مؤيدين لـ(حركة المقاومة الإسلامية) حماس ومعادين للسامية. 

أما الديمقراطيون فيميلون إلى تجاهلنا، باستثناء حفنة منهم مؤيدة لإسرائيل. 

وكلا الحزبين خاضع لمصالح المال الكبير لجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، الأمر الذي يجعل من الصعب للغاية التأثير عليهما. 

ولكن مع اقتراب الانتخابات، نأمل أن يتزايد عدد الناخبين الذين يعبرون عن استيائهم من مواقف المرشحين، وبالتالي الضغط عليهم لتغيير مواقفهم.

هذه الطريقة تحتاج إلى الكثير من الصبر والمتابعة، فالناشطون أصحاب الأهداف والمبادئ يتابعون عملهم ويخططون له ويجرون الاستطلاعات ويوصلون نتائجها إلى المسؤولين والأعضاء في الغرف البرلمانية وغيرها من الدوائر.

تشويه المعترضين

  • هل يمكن لأعضاء الكونغرس الذين يعترضون على دعم واشنطن للاحتلال أن ينجحوا في تحقيق أي من أهدافهم؟

من المهم أن يتحرك المزيد من أعضاء الكونغرس للتحدث ضد سياسات الإدارة، إلا أن هذا الأمر يصبح أكثر صعوبة خلال موسم الانتخابات هذا.

والسبب وراء ذلك هو أن أعضاء الكونغرس- الذين من المرجح أن يتحدثوا بصراحة- هم من الديمقراطيين.

وهم حريصون على الظهور موحدين للترويج لحملة (مرشحة الرئاسة الديمقراطية) كامالا هاريس حتى وإن كانوا في الحقيقة عكس ذلك.

إننا نحاول الآن إقناع الكونغرس بالاعتراض على صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار أعلنت عنها الإدارة الشهر الماضي (أغسطس/آب 2024).

ولكن حتى الآن، لدينا مجموعة واحدة فقط على استعداد لمعارضة هذا الالتزام الخطير بمواصلة تزويد إسرائيل بالأسلحة لسنوات قادمة. 

ومع ذلك، يجب أن نستمر في المحاولة لأن الاستمرارية وعدم اليأس هما كلمة السر في التأثير على الإدارة الحاكمة وأعضائها. 

فأي معارض لأي سياسات يجب أن يكون حاضرا في المشهد باستمرار.

  • ما رأيك في التشويه الذي تمارسه وسائل الإعلام الأميركية ضد احتجاجات الجامعات التي ترفض العدوان الإسرائيلي على غزة؟

أعتقد أنه من الرهيب أن تصور وسائل الإعلام الأميركية احتجاجات الجامعات على أنها معادية للسامية وضارة بالطلاب اليهود في الحرم الجامعي.

من خلال ما رأيته، كان هناك تواصل وتجمع جميل بين الطلاب المسلمين واليهود في أثناء الاحتجاجات، حيث اعتنوا ببعضهم البعض وعلموا بعضهم بعضا عن عاداتهم ومعتقداتهم. 

غالبا ما كانت وسائل الإعلام مذنبة بتصوير المواقف المعادية للصهيونية وكأنها معادية للسامية، وهو أمر غير صحيح. 

العديد من الطلاب اليهود مناهضون للصهيونية، وأتمنى أن توضح وسائل الإعلام ذلك.

وللأسف وسائل الإعلام الداعمة لإسرائيل والاحتلال في فلسطين تعمل على تشويه تجمعات الطلاب عندما لا تجد ما تشجع به السلطات على فضها.

ومن هنا تدعي أن هذه التجمعات الطلابية السلمية خطر على أحد الأطراف لتتحمس أطراف أخرى وتناهضها.

التطبيع الإسرائيلي السعودي

  • اتهمتِ سابقا الإدارة الأميركية بتسليح السعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل، هل من الممكن توضيح هذه المسألة؟

تعمل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة على الانتهاء من تفاصيل صفقة تاريخية لتعزيز التجارة الثنائية والدفاع. 

ومن شأنها أن تعزز التحالف الأمني ​​المستمر منذ سبعة عقود بين السعودية والولايات المتحدة، وتربطهما ببعضهما البعض بشكل أوثق من أي وقت مضى.

وستشمل الاتفاقية السعودية-الأميركية ضمانات أمنية واقتصادية وتكنولوجية للمملكة، فضلا عن دعم برنامجها النووي المدني.

وتأمل الولايات المتحدة أن تؤدي هذه الاتفاقية إلى اتفاقية أخرى بين إسرائيل والسعودية.

وهذا الأمر تسعى إليه الولايات المتحدة وإسرائيل بشغف كبير. 

لكنّ السعوديين قالوا إنه في ظل الظروف الحالية، ومع استمرار الحرب في غزة وعدم وجود طريق لدولة فلسطينية، فإن هذا لن يحدث.

  • هل هذه معلومات أم مجرد تحليل ورؤية سياسية خاصة؟

هذه معلومات منتشرة وصرح بها بعض المسؤولين من الأطراف كافة سواء السعودي أو الأميركية أو الإسرائيلي ربما في الجلسات المغلقة لكن هذا الأمر خرج إلى العلن في أكثر من مناسبة.

قضايا أخرى

  • كيف ترين الأنشطة الأميركية في البحر الأحمر ضد الحوثيين؟ 

يرى كثيرون في مختلف أنحاء العالم أن الحوثيين هم الوحيدون الذين يتخذون إجراءات ملموسة لفرض حظر على البضائع المتجهة إلى إسرائيل. 

والحقيقة أن الحوثيين، في ضوء أحكام محكمة العدل الدولية التي تقول إن احتلال غزة والضفة الغربية والقدس غير قانوني، وإنه من غير القانوني لأي دولة أن تدعم هذا الاحتلال، يحملون في الواقع تفويض المحكمة.

  • كيف تنظرين إلى حادثة مقتل الناشطة الأميركية عائشة نور آزجي في الضفة الغربية على يد قوات الاحتلال؟ 

أعتقد أنه من المروع أن يقتل الجيش الإسرائيلي هذه الشابة التي شاركت في مظاهرة سلمية لدعم المزارعين الفلسطينيين الذين يحاولون حماية أراضيهم من غزو المستوطنين الإسرائيليين. 

نحن نعلم ما وراء هذا القتل بالذات، لأن الفتاة أميركية-تركية وبالتالي فإن هذا يؤثر على كل من الولايات المتحدة وتركيا، لكن الجيش الإسرائيلي يقتل الناس في الضفة الغربية كل يوم. 

لقد قُتل أكثر من 600 فلسطيني في الأشهر العشرة الماضية. إسرائيل تريد الاستيلاء على الضفة الغربية لتنفيذ أحلامها وتوسعاتها الاستيطانية وللتأثير سلبا على فكرة إقامة دولة فلسطينية في أي وقت من الأوقات.