جون أفريك: هذه الأطراف الدولية تشعل صراع السودان عبر ضخ الأسلحة
القوى الخارجية تسعى لتعزيز نفوذها في السودان
من يزود طرفي الحرب في السودان بالسلاح؟ سؤال طرحته صحيفة "جون أفريك" الفرنسية في تقرير عن الصراع الدامي بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
ورغم وجود حظر من قبل الأمم المتحدة، أكدت الصحيفة أن الطرفين يتلقيان أسلحة حديثة من دول مثل روسيا والصين وتركيا والإمارات.
وفي هذا الإطار، تشير إلى أن القوى الخارجية تسعى لتعزيز نفوذها في السودان، مع تبديل بعض الدول دعمها بين الطرفين.
تطهير عرقي
بوصفها "الأكثر دموية في العالم"، تذكر الصحيفة الفرنسية أنه منذ اندلاعها في أبريل/ نيسان 2023، أودت الحرب الأهلية بحياة أكثر من 150 ألف شخص ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" التي تشير إلى السودان على أنها "بلد على حافة الهاوية"، فإن المجاعة تترك 25 مليون شخص، بما في ذلك 3.7 ملايين طفل دون سن الخامسة، ما يضع البلاد في حالة من سوء التغذية الحاد.
وبالقول إن "جيوش كلا الطرفين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية"، تذكر الصحيفة أن الأدلة على التعذيب والاغتصاب الممنهج تتزايد يوما بعد يوم.
حتى إن منظمة "هيومن رايتس ووتش" تنوّه أن "تطهيرا عرقيا" ارتكبته قوات الدعم السريع ضد المساليت (مجموعة عرقية) في غرب دارفور.
ورغم الوعود بالحوار التي يطلقها الطرفان بشكل منتظم، تؤكد الصحيفة الفرنسية أن "المعارك لا تزال مستمرة، ويدفع المدنيون الثمن الباهظ لهذه الحرب التي تُشن جزئيا عبر الضربات الجوية وقصف المدفعية".
وفي 11 سبتمبر/ أيلول 2024، جدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الحظر المفروض على الأسلحة في دارفور لمدة عام إضافي.
وهو الحظر الذي فُرض منذ عام 2004 وأثبت عدم فعاليته منذ ذلك الحين، على حد قول الصحيفة.
أسلحة من الخارج
وبالحديث عن الأسلحة، تقول "جون أفريك"، نقلا عن تقرير موثق نشرته منظمة العفو الدولية في يوليو/ تموز 2024: "تُستورد المعدات العسكرية حديثة التصنيع من دول مثل روسيا والصين وتركيا والإمارات بكميات كبيرة وتُنقل إلى دارفور".
وفي هذا الصدد، أكدت مارثا بوبي، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا، أن "الصراع في السودان لا يحدث من فراغ، فلهيب العنف يتأجج بسبب تدفق الأسلحة".
وخلال كلمة أمام مجلس الأمن، طالبت في 19 سبتمبر 2024، الدول الأعضاء بالالتزام بحظر الأسلحة الذي قالت إنه “يُنتهك بشكل واسع”.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت مارثا بوبي إلى الوضع المقلق للغاية بمدينة الفاشر في دارفور؛ حيث تخضع لقصف مكثف من قوات الدعم السريع.
وسلطت الضوء على أن "مئات الآلاف من المدنيين محاصرون في الفاشر ويواجهون الآن مخاطر العنف الجماعي".
حرب المسيرات
وبتفصيل الحديث أكثر عن الأسلحة المستخدمة، تلفت جون أفريك الأنظار إلى أن "كلا الطرفين يلجأ بشكل متزايد إلى استخدام الطائرات المسيرة القتالية".
وأردفت: "هذه الطائرات إما أن تكون مدنية معدلة، مثل طائرة DJI Matrice صينية الصنع، أو طائرات شبه مصنعة تُزود بذخائر صربية مرت عبر الإمارات، أو طائرة مهاجر-6 الإيرانية التي تستخدمها روسيا أيضا في أوكرانيا".
وهنا، تنوّه الصحيفة إلى أن "البرهان وحميدتي يملكان خيارات متعددة لتزويد جيوشهما بهذه المعدات الحديثة".
علاوة على ذلك، تلفت أيضا إلى أن سباق التسلح هذا يشمل المعدات العسكرية الحديثة التي تكلف الكثير، والتي يتزود بها مقاتلو الطرفين.
إذ أصبحت أجهزة التشويش على الطائرات المسيرة صينية الصنع والصواريخ الموجهة المضادة للدروع الروسية جزءا من ترسانة كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية.
وعلى جانب آخر، وفي هذا الصراع الذي تحاول فيه القوى الأجنبية تعزيز نفوذها على هذا الجناح الإستراتيجي للبحر الأحمر وما يحتويه من موارد الذهب، تشير الصحيفة إلى أن "البعض لا يتردد في تغيير ولائه حسب تطور انتصارات أحد الطرفين أو الآخر".
ومثال على ذلك، تذكر الصحيفة أنه "بينما درب قناصة روس في وقت ما مليشيا الدعم السريع، ووصّلت مجموعة فاغنر أسلحة عبر إفريقيا الوسطى لصالح رجال حميدتي، يبدو أن موسكو قد غيرت موقفها الآن وتراهن على قوات البرهان المسلحة".
وتضيف أنه "عندما نادى الخبراء المكلفون من الأمم المتحدة بتوسيع الحظر على الأسلحة ليشمل كامل السودان، عارضت دولتان عضوان في مجلس الأمن هذا الاقتراح بشكل رسمي؛ هما روسيا والصين".