بعد طردها من النيجر.. هكذا تسعى أميركا لإنشاء قاعدة عسكرية في كوت ديفوار

منذ ١٣ يومًا

12

طباعة

مشاركة

مازالت تداعيات طرد حكومة النيجر العسكرية، القوات الأميركية من أراضيها مستمرة، إذ تتوارد أنباء عن مساعٍ أميركية لإعادة التموضع في منطقة الساحل الإفريقي حتى لا تخسر معركة النفوذ الجارية ضد روسيا.

ومتحدثة عن المشهد الراهن في إفريقيا، قالت مجلة "جون أفريك" إن المغادرة المتسرعة للولايات المتحدة من النيجر، في منتصف أبريل/ نيسان 2024، تعطل خطط البنتاغون في إفريقيا جنوب الصحراء.

ولهذا السبب، يريد البنتاغون تسريع إنشاء قاعدة عمليات أمامية في دولة قريبة من النيجر، وقد وقع اختياره على كوت ديفوار، بحسب المجلة الفرنسية.

قاعدة جديدة

خلال زيارته إلى أبيدجان، يومي 28 و29 أبريل/ نيسان 2024، استغل رئيس القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا "أفريكوم"، مايكل لانجلي، الفرصة لمطالبة رئيس كوت ديفوار، الحسن واتارا، بفتح قاعدة عسكرية أميركية في البلاد.

وخلال هذا الاجتماع المخصص رسميا لتعزيز الشراكة مع الدولة الإفريقية، والذي عُقد في المقر الخاص للرئيس في منطقة كوكودي، رافق الجنرال الأميركي، السفيرة النشطة للغاية للولايات المتحدة في البلاد جيسيكا ديفيس با، وفق المجلة.

وأضافت أن كلا من رئيس أركان كوت ديفوار، فيديل ساراسورو، والأمين العام للرئاسة، ماسيري توري كونيه، ووزير الأمن، فاجوندو ديوماندي، دُعي لحضور الاجتماع.

وبناء على مخرجات الاجتماع بين الطرفين، تشير المجلة الفرنسية إلى أن "القاعدة المقرر إنشاؤها في الدولة الإفريقية ستضم جنودا ومعدات متطورة، مثل الطائرات بدون طيار". 

من جانبها، تتعاون وكالة المخابرات الأميركية بالفعل على نطاق واسع مع كوت ديفوار في مجال الاستخبارات، وخاصة مع مركز الاستخبارات العملياتية لمكافحة الإرهاب.

وعلى جانب آخر، تسلط المجلة الضوء على أنه خلال كأس الأمم الإفريقية، الذي نُظم في كوت ديفوار في الفترة من 13 يناير/ كانون الثاني إلى 11 فبراير/ شباط 2024، أرسلت "أفريكوم" إحدى طائراتها للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المتمركزة في النيجر، من أجل تنفيذ مناوبات في البلد.

وفي هذا السياق، تؤكد "جون أفريك" على أن "السلطات الإيفوارية تؤيد مشروع هذه القاعدة".

وتشير إلى أن "موقع القاعدة المستقبلية لم يُحدد بعد، لأن الولايات المتحدة ترغب في بنائها على مسافة ليست بعيدة عن أحد المطارات الدولية العديدة في البلاد". 

وبالعودة إلى تفاصيل الزيارة، تقول المجلة إنه "في نهاية الزيارة، أعلنت "أفريكوم" أيضا أنها ستوزع أكثر من 65 مليون دولار في إفريقيا في عام 2024، و"سيُخصص جزء كبير منها لمكافحة الإرهاب وأمن الحدود".

كما وُقعت مذكرة تفاهم بشأن "مكافحة التلاعب بالمعلومات من قبل الدول الأجنبية"، بحسب بيان لـ"أفريكوم".

تداعيات متواصلة

وبالحديث عن انسحاب القوات الأميركية من النيجر، تصف المجلة الفرنسية البلاد بأنها كانت بمثابة "حجر الزاوية في إستراتيجية واشنطن لمكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا".

"حيث كانت قوات القبعات الخضراء الأميركية تقدم المشورة لقوات الكوماندوز المحلية خلال العمليات القتالية ضد الإرهاب"، بحسب المجلة.

وأردفت: “وعلى مدى العقد الماضي، أنفقت الولايات المتحدة حوالي 500 مليون دولار لتسليح جيش النيجر، ووفرت الخيام وأجهزة الراديو وطائرات المراقبة وناقلات الجنود المدرعة”.

ومضت تقول: "قرار سحب القوات الأميركية من البلاد سيؤدي إلى عرقلة جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب والجماعات المتشددة في غرب إفريقيا".

وفي 19 أبريل/ نيسان 2024، أبلغت الولايات المتحدة حكومة النيجر أنها وافقت على طلبها بسحب القوات الأميركية.

وهذه خطوة قاومتها إدارة الرئيس، جو بايدن، منذ فترة طويلة، إذ من شأنها أن تغير موقف واشنطن في مكافحة الإرهاب في المنطقة.

وبشكل عام، تشير المجلة إلى أن "الاتفاق ينهي وجود القوات الأميركية الذي بلغ إجماليه أكثر من 1000 جندي".

كما أنه يلقي بظلال من الشك على وضع القاعدة الجوية الأميركية التي تبلغ تكلفتها 110 ملايين دولار، والتي يبلغ عمرها ست سنوات فقط.

وعلى خلفية هذا القرار، في مارس/ آذار 2024، تذكر المجلة الفرنسية أن "وزارة الخارجية الأميركية وزعت رسالة دبلوماسية خاصة إلى 15 حكومة في غرب إفريقيا".

حيث أشارت الرسالة إلى أنه "بمجرد خروج القوات الأميركية من النيجر، ستجري الولايات المتحدة بعض التعديلات على المساعدات العسكرية والقوات لمساعدة القوات المحلية في عدد من البلدان في غرب إفريقيا مثل موريتانيا والسنغال وكوت ديفوار ونيجيريا".

وفي النهاية، تختتم المجلة تقريرها محذرة من أن "انسحاب القوات الأميركية من النيجر سيضعف القدرات الأميركية في المنطقة، كما أنه سيعمل على تعزيز نفوذ روسيا وإيران والصين في إفريقيا".