صلابة الموقف.. ارتياح كبير بعد خطاب “أبوعبيدة” بمناسبة 200 يوم على العدوان

غزة-الاستقلال | منذ ١٠ أيام

12

طباعة

مشاركة

احتفى ناشطون على منصة "إكس" بخطاب الناطق باسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، أبو عبيدة، الـ25 خلال عملية "طوفان الأقصى" والعدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي جاء بمناسبة مرور 200 يوم على بدء العدوان.

أبوعبيدة قال في خطاب ألقاه في 23 أبريل/نيسان 2024، إن "بعد 200 يوم من معركة طوفان الأقصى، لا يزال العدو المجرم يحاول لملمة صورته، وسنواصل ضرباتنا ومقاومتنا مادام عدوان الاحتلال أو وجوده مستمرا، على أي شبر من أرضنا".

وأكد أن المقاومة في غزة "لا تزال راسخة رسوخ جبال فلسطين، والعدو لم يستطع خلال 200 يوم أن يحقق سوى التدمير والقتل والمجازر الجماعية المروعة التي يتقنها كل جبان يمتلك الطائرات والقنابل الفتاكة"، مستنكرا ربط الاحتلال الانتصار في الحرب باجتياح رفح".

وقال إن "الاحتلال يحاول إيهام العالم بأنه قضى على كل فصائل المقاومة، والمتبقي فقط كتائب رفح، للهروب من حقيقة الفشل الكبير والعجز الذي ينتابها في تحقيق أهدافها من حربها الإجرامية وهذه أكذوبة كبيرة".

وأشاد أبوعبيدة بالدول الداعمة لغزة وللمقاومة، بالقول: "كما أن أهم الساحات العربية ومن أهمها شعبيا وجماهيريا هي الجماهير الأردنية العزيزة، التي نوجه لها التحية، وندعوها إلى التصعيد، فالأردن منا ونحن منه"، داعيا جماهير الأمة لتصعيد الحراك الداعم للمقاومة.

وأعرب عن تقديره لكل جهد عسكري وشعبي انضم إلى "طوفان الأقصى"، وخص بالذكر جبهات القتال في لبنان واليمن والعراق، وثمن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة "الذي أذهل العدو والصديق رغم الإبادة والمحرقة النازية".

وشدد أبو عبيدة، على أن المقاومة لن تتنازل بأي حال عن الحقوق الأساسية الإنسانية للشعب الفلسطيني الصابر، وعلى رأسها وقف العدوان وانسحاب العدو وعودة النازحين وإعادة الإعمار ورفع الحصار، قائلا إن "تعنت الاحتلال في هذه القضايا يؤكد أن حربه ليست سوى حرب إبادة".

وتداول ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أبوعبيدة، #طوفان_الأقصى، #غزة، #كتائب_القسام، وغيرها، خطاب أبو عبيدة، وأثنوا على ما ساقه، وقدموا قراءات وتحليلات لما قاله، وتحدثوا عن دلالات ظهوره بعدما زعم الاحتلال قتله.

وسلطوا الضوء على أهم ما حققته عملية “طوفان الأقصى” خلال 200 يوم، في مقابل ما ارتكبه الاحتلال ولا يزال خلال الفترة ذاتها من جرائم حرب وإبادة جماعية وقتل وتدمير وتهجير قسري وتنكيل وشطب عائلات كاملة من السجل الفلسطيني واستهداف للأطفال والمشافي.

تحليلات ودلالات

وفي قراءة لخطاب أبو عبيدة، أوضح الباحث سعيد زياد، أنه "الخطاب رقم 25 في اليوم الـ200 بعد خطابه الأخير في اليوم 154" للعدوان.

 وأشار إلى أنه "بدأ الخطاب بالآية التي تجسد الصراع بين الحق الضعيف جسدا القوي روحا وعقيدة، والباطل القوي بسلاحه وبطشه الضعيف بعقيدته وقضيته ومعنوياته، والتي ينتصر فيها الحق بمقلاع داود، ويقتل فيها رأس الباطل".

ولفت زياد إلى أن "أبوعبيدة أكد على مطالب المقاومة الأربعة في انسجام بين الخطاب السياسي والعسكري، والتي تنص على (وقف إطلاق النار، الانسحاب الشامل للعدو، عودة النازحين بلا شروط، رفع الحصار وإعادة الإعمار)".

وأضاف أن "الخطاب أكد أن لا صفقات ولا تنازلات في ملف الأسرى ما لم تتحقق المطالب التي أسماها (حقوقا إنسانية)، وأن الضغط العسكري لن تكون نتيجته انتصارا، بل مزيدا من الغضب وتصاعد الروح والانتقام والاستعداد لكنسه من فلسطين". 

ورأى أن “الخطاب أكد على صلابة الموقف، تماما مثل اليوم الأول، وذلك بالتوازي مع صلابة التشكيلات الدفاعية، والتي تقاتل من المتر الأول في أقصى شمال بيت حانون، كما أكد على أهمية الإقليم في المعركة، حيث ذكر 6 جبهات تقاتل بجانب جبهة غزة، سواء بالفعل العسكري أو الشعبي، بدء بإيران ثم لبنان واليمن والعراق ثم الأردن والضفة".

وأضاف زياد، أن هذه الجبهات "حتى وإن كانت بسقف عمل شعبي، أو مساحة عمل تكتيكي، إلا أنها تبقى مهمة جدا لإشغال العدو عن المقاومة في غزة".

وعد الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، "مجرد ظهور أبوعبيدة بخطاب رسمي وقوي، دليل أن المنظومة القسامية والحمساوية والمقاومية تعمل بكفاءة عالية ولم تهتز بعد 200 يوم من العدوان الإسرائيلي الأميركي".

وأشار في تغريدة أخرى، إلى أن "الدعاية الإسرائيلية ركزت كثيرا خلال الأسابيع الماضية على أن أبوعبيدة استهدف وأن صمته وعدم ظهوره، يؤكد مزاعم الشاباك والجيش الخائبة بنجاحه في اغتياله، هو وكثير من قادة القسام"، قائلا إن ظهوره بهذه القوة ودقة وتماسك السردية والرواية، "يؤكد ثبات كتائب القسام على أرض صلبة، ومتانة منظومة المقاومة التي لم تهتز".

وأضاف المدهون، أن "ظهور أبوعبيدة يؤكد قدرة القسام على إكمال طريق المواجهة واستنزاف العدو لوقت طويل، وتثبت أن كل ما يسعى به العدو اليوم من مشاريع، ما هي إلا وهم وخداع وفقاقيع سرعان ما ستزول وتندثر، تحت أقدام أبناء القسام ورجال غزة".

ورأى أن خطاب أبوعبيدة "يؤكد أن طوفان الأقصى يصب إستراتيجيا لصالح القسام والمقاومة، ولصالح الشعب الفلسطيني ومشروع التحرير والعودة".

وقال المدهون "رغم الخسائر التي دفع ثمنها شعبنا العظيم في غزة بسبب وحشية الاحتلال وانحطاطه الأخلاقي، والدعم اللامحدود من الولايات المتحدة وخذلان القوى العربية، فإن طوفان الأقصى سيكون الثغرة الأكبر في جدار تحرير بيت المقدس".

حفاوة وابتهاج

وحفاوة بظهور أبوعبيدة وتداولا لكلماته، بث الناشط الحقوقي بلال نزار ريان، التسجيل الكامل لخطابه في اليوم الـ200 من معركة طوفان الأقصى.

واقتبس اللاجئ محمد النجار، من خطاب أبو عبيدة، قوله إن "الجيش الذي سحقنا كبرياءه في 60 دقيقة يوم 7 أكتوبر، لم يستطع فعل شيء في 200 يوم إلا ارتكاب المجازر الجماعية".

ونقل الكاتب رضوان الأخرس، عن أبوعبيدة قوله إن "أهم الساحات العربية ومن أهمها شعبيا وجماهيريا وأكثرها إشغالا لبال العدو هي الجماهير الأردنية العزيزة، وندعوها لتصعيد فعلها وإعلاء صوتها، فالأردن منّا ونحن منه".

وأشار في تغريدة أخرى، إلى وعيد أبوعبيدة بالقول: "سنواصل ضرباتنا ومقاومتنا مادام عدوان الاحتلال أو وجوده مستمرا على أي شبر من أرضنا".

وقال الصحفي أسعد طه، عن أبو عبيدة "صاحب الطلعة البهية".

ولفت الباحث والكاتب براء نزار ريان، إلى قول أبوعبيدة لنتنياهو وجيشه: "لقد عرفنا الغزاة قبلكمُ ونشهد الله: فيكمُ البدعُ، سبعون عاما وما بكم خجلٌ، الموتُ فينا وفيكم الفزعُ، أخزاكم الله في الغزاة فما رأى الورى مثلكم ولا سمعوا".

وعدد الكاتب والصحفي ياسر أبو هلالة، أهم ما في كلمة أبوعبيدة بمناسبة 200 يوم على العدوان، ومنها قوله إن "بعد 200 يوم من معركة طوفان الأقصى لا يزال العدو المجرم يحاول لملمة صورته، وأن العدو لا يزال عالقا في رمال غزة، وأنه لن يحصد إلا الخزي والهزيمة، و200 يوم ومقاومتنا في غزة راسخة رسوخ جبال فلسطين".

وأشار إلى قول أبو عبيدة: "لم نوثق إلا النزر اليسير من ضربات أبطالنا للعدو. شهد العالم بأس مجاهدينا وضرباتهم الموجعة ليس فقط في صد هجمات العدو وإنما وقت انسحابه"، ووعيده بمواصلة الضربات والمقاومة ما دام عدوان الاحتلال أو وجوده مستمرا على أي شبر من أرضنا.

ولفت أبو هلالة، إلى تأكيد أبو عبيدة، أن قوات الاحتلال تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل المقاومة وهذه أكذوبة كبيرة، وأن العدو لم يستطع خلال 200 يوم أن يحقق سوى المجازر الجماعية والتدمير والقتل، مشيرا إلى قوله إن "جيشا يركز على قتل الأطفال واستهداف المدنيين ونبش المقابر هو جيش يشعر بدونية وهزيمة".

ورصد أيضا قول أبو عبيدة: "لن نتنازل عن حقوق شعبنا وإنهاء الحرب وعودة النازحين.. العدو يحاول التنصل من كل وعوده في المفاوضات ويريد كسب المزيد من الوقت".

وأوضح أن أبوعبيدة قال إن الكرة في ملعب من يعنيه الأمر من جمهور العدو لكن الوقت ضيق والفرص قليلة"، لافتا إلى تأكيده أن "ما أهدر من دماء لن يعوضه سوى انتزاع حقنا الطبيعي وتحقيق شروط المقاومة، وأن ما يسمى بالضغط العسكري لن يدفعنا إلا للثبات على مواقفنا والحفاظ على حقوق شعبنا وعدم التفريط فيها".

ووصف المغرد موسى، أبو عبيدة، بأنه "الناطق باسم الأمة.. الناطق باسم الشعب العربي".

جرائم الاحتلال

وتحت عنوان "في اليوم 200 من الحرب"، أشار المراسل إسلام بدر، إلى أن الجيش الإسرائيلي يعود لاجتياح بيت حانون، عارضا مقطع فيديو يتحدث فيه عن سياق عودة الاحتلال وأسباب المقارنة بين بيت حانون وسيدروت المتجاورتين.

وأشار الصحفي أنس الشريف، إلى مرور 200 يوم من حرب الإبادة على الأطفال والنساء، عارضا مشهدا يوثق لحظات نزوح العائلات من بيت لاهيا بعد القصف المتواصل على منازل المواطنين.

وعرض الإعلامي رضا ياسين، إنفوغرافيك لإحصائية وثقها الإعلام العسكري بجرائم الاحتلال خلال 200 يوم من العدوان على غزة، داعيا إلى قراءة كل رقم وتأمل ما خلفه الاحتلال من أهوال وتجديد العزم النية للثأر.

إنجازات المقاومة

وأشار الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إلى أن "المقاومة تطل بعد 200 يوم على العدوان وبعد أكثر من 50 يوما على آخر خطاب لها، تعلن عن غرق الجيش الإسرائيلي في رمال غزة ووحل معارك يخرج منها مهزوما!".

ولفت إلى أن المقاومة أعلنت عن ألوية وكتائب مازالت تعمل "من طرف قوّتها" حتى الآن، قاطعة بذلك الطريق على نتنياهو الباحث عن نصر لن يحصل عليه في الجنوب بعد أن زعم تفكيك القوة العسكرية للقسام.

وأكد أبوسلمية، أن "تطل المقاومة بكل هذه المعنويات، وبكل هذا اليقين والإيمان، في وجه أكبر جيوش العالم تؤكد على ثبات موقفها تجاه مطالبها، هو عزّ يعادل عزّ السابع من أكتوبر، وإساءة وجه تسبق يوم الفتح بخطوات".

وبشر الصحفي أحمد منصور، بأن "التاريخ سيسجل في صفحاته سطورا من نور عن فئة قليلة مؤمنة كانت تدافع عن دينها وعرضها وأرضها صبرت وصمدت وقاتلت 200 يوم ببسالة وشجاعة وعزيمة وصبر أعتى قوى الشر في العالم ومازالت تفرض شروطها على أعدائها".

وأكد أن "هذا الصمود الأسطوري بدأ يغير الحاضر ويصنع المستقبل ويضع خرائط جديدة للعالم"، مستشهدا بقول الله تعالى في الآية 51 من سورة الإسراء: "ويقولون متىٰ هُوَ قل عسىٰ أن يكون قريبا".

وعرض أدهم الشرقاوي مقطع فيديو لأب مكلوم ينعى نجله بثبات وصبر ورضا ويحاول تصبير أب آخر يبكي بحرقة على استشهاد أبنائه، قائلا: "200 يوم وهم يُعلموننا العقائد والسُّنن والنّوافل!".

وأشار في تغريدة أخرى إلى مرور 200 يوم من قذائف الياسين، داعيا للمقاومة: "سدَّد الله رميكم، وثبت أقدامكم، وأبقاكم كالشوكة في حلق عدوّكم، سلام اللهِ عليكم بكرة وأصيلا".

وكتب الكاتب محمد شكري: "200 ليس رقما عاديا، تأملوه، كما يشعرنا بالقهر والخذلان الذي مورس ضدنا، كما يشعرنا بآلام القتل والعذابات والجراحات والمعاناة والنزوح والبرد والحر، الرقم 200 يشعرنا بالفخر والاعتزاز بمعية الله العظيمة والدائمة وأملنا المتواصل به وصبرنا في سبيله وابتغاء مرضاته".

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، أن "بعد 200 يوم من الحرب ما زالت الصواريخ تسقط على سديروت وأدت لاحتراق مخازن ومنشآت صناعية كما هو واضح في الفيديو".

وقال: "في تقديري ما لدى المقاومة أكثر بكثير، يبدو أنهم تركوها مفاجأة لأهل سديروت عندما يقررون العودة، لكن المشكلة أن مستوطني غلاف غزة مازالوا خائفين ويرفضون العودة، أما الفلسطينيون في غزة فمازالوا صامدين في وجه آلة الإبادة الجماعية".

الأردن يستجيب

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو توثق استجابة الأردنيين لنداء أبوعبيدة بعدما خصهم بالذكر في خطابه.